لكل بداية تهيئة، وخطواتٌ صغيرة.

August 8, 2023
يتعرض الأطفال لمشاعر مختلفة في بداية العام، مشاعر خوف، قلق، تردد، الكثير من المخاوف تظهرُ في ملامحهم، وسلوكياتهم، وقد تقول في داخلك و ربما أمام الجميع “هذا ليس طفلي الذي في المنزل، لا يمكنكم تخيل حديثه المنطلق وحكاياته المفعمة بالحماس” لا بأس، ذلك طبيعي، فالخروج من المنزل الصغير، الدافئ، إلى العالم الخارجي الكبير ليس شيئاً سهلاً، يتطلب منه استعداداً يشعرهُ بالطمأنينة، و يشعرهُ أنه انتقل من منزله الأول، إلى منزله الثاني، من عشه الصغير، إلى عش أكبر، برفق، وحب، وثقة. هذه بعض الخطوات التي تمنح صغيرك هذا الشعور بالاستعداد، لعام حافل بالجمال:

  • تحدث مع طفلك
أخبره بأننا سنذهب سوياً إلى مكان جميل، فيه الكثير من الأشياء التي تعجبه هو شخصياً، مثلاً: “هل تتذكر تلك اللعبة التي في الحديقة؟ تخيل انها موجودة بشكل يومي ودائم! اليس ذلك مدهشاً؟” ” هل تتذكر عندما شاهدت صديقاً في مركز الألعاب؟ كيف شعرت حينها؟ هل استمتعت باللعب معه؟ هل تعلم؟ سيكون لديك الكثير من الأصدقاء هناك أيضاً” تحدث عن الأشياء الواقعية، ولا تفترض بعض التفاصيل الغير موجودة، حتى لا يصاب بالإحباط عند عدم تواجدها. لا تنسى أن تستمع إليه وتنصت إلى ما يعجبه وما يتحمس إليه، وأيضاً إلى مخاوفه، وحينها أيضاً لا ترفضها، ولا ترغمه على استبدالها بمشاعر جيدة، من حق طفلك أن يشعر بالخوف، ومن حقه أن يخوض التجربة، ويشعر حينها بمخاوفه وهي تتبدد.

  • اجتمع مع معلمة طفلك
من الجميل أن تبدأ علاقة الطفل بمعلمته في وقت مبكر، حيث يكون لوحده معها، تتحدث وتعرف عن نفسها، وتستمع لصغيرك وهو يتحدث بخجل وسعادة عن نفسه، تمنحه هذه المحادثة الخاصة شعوراً مختلفاً عن شعوره عندما يتعرف عليها في اليوم الأول مع الكثير من الأصدقاء. تواصلي مع الإدارة، سيمكنهم تحديد موعد مسبق لكم سوياً، وذلك سيساهم بشكل أفضل في جعل عملية التأقلم والانسجام في بداية العام أكثر سهولة ويسر.

  • تعرف على المرافق مع طفلك
إن كان هذا المكان كالبيت الثاني بالنسبة لصغيرك، فمن الرائع أن يتعرف على أجزاء بيته. يمكنك أن تقوم بطلب موعد للقيام بجولة في أرجاء المكان، ليتعرف طفلك على أبسط التفاصيل التي تعزز انتماءه، مثل: “الكرسي، الطاولة، مكان الحقيبة والحذاء، أين سيلعب، وأين سيُمضي أغلب وقته”، وهكذا سيشعر صغيرك بالألفة اتجاه هذا البيت الكبير، وسيشعرُ بأنه جزءٌ من عائلته.

  • استعن بالحكايات
فللحكايات سحرٌ فريد، قد تتحدثُ مع طفلك كثيراً عن المكان الذي سيذهب إليه، وقد تعطيه الكثير من النصائح لكن لا شيء يجدي، وذلك يرجع إلى أن الصغار تستهويهم الحكايات و الأناشيد، تخاطب بدقة مشاعرهم، و تقربهم الرسومات إلى واقعهم، فيشعرون بأنهم خاضوا التجربة مسبقاً، و استعدوا لها، من خلال شخصيات الحكاية، وذلك سيساعد الطفل في هذه المرحلة كثيراً، فبعض الحكايات تتحدث عن البدايات في المدرسة، وتتناول مواقف متوقعة، مرافق مختلفة، وصداقات جديدة، تستثير حماس الطفل لعالم جديد لطالما سمع عنه أجمل الأحداث!

  • تابع وسائل التواصل الاجتماعي
“انظر يا صغيري ماذا فعل الصغار في كناري اليوم؟ هيا لنشاهد القصة سوياً”
محادثة صغيرة، في أثناء مشاهدة القصص اليومية في حساب المكان الذي سينضم إليه طفلك ستمنح الطفل علاقة مبكرة مع المكان، فيشعرُ مع الوقت بالحماس، وقد يخبرك قائلاً: “متى سنذهب”؟
وهذا ما يعني استعداد طفلك لأن يكون جزءاً حقيقياً من القصة، لا من خلف الشاشات فحسب!
نتمنى لك ولصغيرك بداية سعيدة، وتأكدي، نحنُ فخورون بكم، وبمحاولاتكم في جعل البدايات الصعبة، أفضل لكليكما

اترك تعليقا

Related Posts

قلق الانفصال
يخرج الطفل من عشّه الصغير الدافئ، إلى بيت كبير، به الكثير من الحب والتعلم، لكن ذلك قد يبدو شاسعاً، ومجهولاً، ومخيفاً بالنسبة لطفل صغير، يتمسك بكلتا يديه…
Read More